تحت شعار "مخيمات صيف بذور النزاهة... حصاد وطن بلا فساد"، وفي إطار سعيها إلى ترسيخ ثقافة النزاهة والوقاية من السلوك الفاسد لدى الناشئة، بادرت الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى إطلاق نشاط تربوي-ترفيهي صيفي يستهدف الأطفال في المخيمات، بوصفهم فاعلين مستقبليين في بناء مجتمع يرتكز على القيم والمواطنة المسؤولة.

 وقد شكّل العرض الافتتاحي، الذي قدم بأسلوب مسرح الدمى المتحركة، لحظة تربوية قوية، عرفت حضور 327 طفلا من المستفيدين من المخيم الصيفي الذي تنظمه المؤسسة المحمدية للأعمال الاجتماعية لقضاة وموظفي العدل وإدارة السجون. وقد تميز العرض بجودة فنية عالية، ومضامين مبسطة تعرف الأطفال، بشكل تفاعلي، بمفهوم الرشوة، وآثارها المدمرة على الفرد والمجتمع، وبأدوار الهيئة في محاربتها وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة.

 أظهر الأطفال تفاعلا كبيرا مع شخصيات العرض ورسائله، وانخراطا تلقائيا في النقاشات المصاحبة، وهو ما يعكس نجاعة المقاربة المعتمدة في إيصال الرسائل القيمية عبر وسائل فنية تحاكي وجدان الطفل وترسخ لديه السلوك السليم بشكل غير مباشر.

 وقد تم في ختام النشاط توزيع هدايا رمزية وشهادات "سفير النزاهة" على الأطفال المشاركين، كآلية رمزية تعزز الاعتراف الإيجابي وتحفز على تمثل القيم الأخلاقية في الحياة اليومية.

 ويمثل هذا النشاط باكورة برنامج صيفي طموح تسهر الهيئة على تنفيذه خلال صيف 2025، ويستهدف 2025 طفلا على امتداد مراحل فترات المخيمات، ستحل خلالها الهيئة، من خلال هذا العرض، ضيفا على فضاءات التخييم التي تنظمها مجموعة من القطاعات، ضمن رؤية استشرافية تجعل من التربية على النزاهة مسارا بنيويا لبناء الوعي المواطن ومواجهة التطبيع المجتمعي مع الفساد منذ سن مبكرة.